أكد المهندس فارس الجابي الخبير في شؤون الزيت والزيتون، اليوم، أن زيت الزيتون البكر، يحمي جسم الإنسان من الكثير من أمراض القلب والسرطان.
وقال الجابي، هناك مكونات وعناصر في زيت الزيتون يعود لها الفضل بحماية الجسم من الأمراض، وأهم هذه المكونات "الفينولات" و"البولي" وغيرهما، لافتاً إلى أن فعالية هذه المكونات تضعف كلما ارتفعت نسبة الحموضة في الزيت ومع ازدياد عمره، مشيراً إلى أن الزيت الأقل حموضة والأقل عمراً هو الأكثر قدرة على حماية جسم الإنسان من الأمراض، لأن هذا الزيت تتركز فيه المواد والعناصر المفيدة وبالتالي تكون فعاليتها أكبر.
وأضاف: جهود العاملين في مجال الزيتون، في كافة الدول المنتجة لهذا المحصول، تنصب على تدريب المزارعين حول كيفية إنتاج زيت زيتون قليل الحموضة من أجل أن تكون فائدته أعلى ما يمكن.
وأكد الجابي، أن زيت الزيتون يتم ترويجه عالمياً حسب نسبة حموضة، وتكون جودته أعلى كلما انخفضت نسبة الحموضة فيه، ويعتبر الزيت فاخراً إذا قلت حموضة عن ثمانية أعشار في المائة، في حين يعتبر الزيت غير صالح للاستهلاك إذا زادت نسبة الحموضة عن 3.3%، وفي هذه الحالة يجب تحويله للتكرير من أجل نزع الحموضة الزائدة فيه الأمر الذي يفقده معظم فوائده الصحية.
وأشار الجابي، إلى أن الإقبال العالمي المتزايد على استهلاك زيت الزيتون، يأتي بناء على هذه المعطيات والأبحاث التي تنشر باستمرار حول قدرته على حماية الجسم من العديد من الأمراض.
وأضاف أن تركيز المواد والعناصر الموجودة في زيت الزيتون والتي يعود لها التأثير الصحي الفعال لا يزيد عن (1%)، وأن أكثر ما يؤثر سلباً على تركيزها هو الحموضة وعمر الزيت وموعد القطف وصنف الزيتون، فكلّما كان القطف في الموعد الصحيح كان تركيز هذه المواد أعلى. وأضاف: لقد ثبت علمياً أن القطف المبكر جداً والمتأخر جداً للزيتون، أي قبل شهر تشرين الأول وبعد شهر كانون الأول، يؤثر سلباً على تركيز المواد المفيدة في الزيت.
وأكد، أن أصناف الزيتون المزروعة في فلسطين تحوى تركيزاً أعلى من هذه المواد المفيدة مقارنةً بأصناف الزيتون الأخرى المزروعة في الدول المنتجة للزيت.
كما بينت الأبحاث والدراسات، أن لنوع التربة وكمية الأمطار وطريقة التعامل مع الثمار قبل عصرها وكيفية تخزين الزيت تأثيراً كبيراً على تركيز المواد الفعالة في الزيت.
وأضاف الجابي، بينت الدراسات والأبحاث أن زيت الزيتون المنتج من أشجار مروية أقل فائدة صحياً من زيت الزيتون الناتج من أشجار بعلية، وقال: يزداد تركيز المواد المفيدة للصحة في زيت الزيتون كلما قل معدل الأمطار، كما أن لطريقة عصر الثمار في المعاصر تأثير كبير على هذه المواد، وكلما استخدمت المعاصر مياه أكثر من اللازم في العصر، تقلّ المواد المفيدة، لأنها تذوب في الماء وتخرج من الزيت مع ما يسمى "الزيبار" الناتج عن عملية العصر، كما أن لدرجة حرارة هذه المياه تأثيراً كبيراً على الزيت، فكلما ارتفعت درجة حرارة الماء المضاف لعجينة الزيتون يقل تركيز هذه المواد.
وأوضح، المهندس الجابي أن "الفينولات" و"البولي" و"الستيرولات" الموجودة في زيت الزيتون بتركيز قليل جداً، تعمل كمواد مضادة للأكسدة الناتجة مما يسمى بالجذور الحرة التي تنتج من التفاعلات الكيماوية في الجسم، لذلك على الإنسان البالغ زيادة معدل استهلاكه من زيت الزيتون بما لا يقل عن (30) غراماً يومياً، أي بنسبة تصل إلى 10% من وزنه في السنة.
وشدّد الجابي، على ضرورة الانتباه لحموضة الزيت وخاصة في مناطق غزة والخليل، التي اعتاد سكانها على استهلاك زيت عالي الحموضة، الأمر الذي يفقدهم فوائد الزيت الصحية علاوة على في كثير من الأحيان يكون الزيت عالي الحموضة ذا درجة تأكسد عالية، وهنا تأتي الخطورة الأكبر من استهلاك هذا النوع وتعتبر عاملاً مسرطناً.