ما هي حساسية الطعام؟
هي عبارة عن رد فعل للجهاز المناعي للإنسان تجاه نوع من الطعام أو أحد مكوناته قد يكون مميتاً. بعد تناول الشخص سريع التأثر لنوع الطعام الذي يسبب له الحساسية، يقوم الجهاز المناعي برد فعل وذلك بإطلاق الهيستامين ومواد كيميائية أخرى تحفز حدوث الأعراض التي تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
إن الأشخاص الذين يعانون من تفاعل تحسسي تجاه نوع معين من الطعام يجب أن يكونوا حريصين بشكل خاص لأن حساسية الطعام يمكن أن تحفز حدوث صدمة فرط الحساسية؛ وهي حالة تهدد حياة الشخص تتميز بصعوبة التنفس وهبوط خطير في ضغط الدم. قد تحدث أيضا أعراض حساسية أخف مثل الحكة، الشري والانتفاخ ولكن لا يوجد طريقة لمعرفة إذا كان الشخص المصاب بحساسية الطعام سيعاني من رد فعل تحسسي خفيف أو شديد بعد تناوله الطعام المسبب للحساسية، فالأعراض التي تبدأ خفيفة أو متوسطة يمكن أن تشدد بشكل سريع وتصبح شديدة الحدة، ولذلك فإن العلاج الوحيد الفعال في حالة حساسية الطعام هو تجنب الطعام المسبب للحساسية.
إن التجنب يعني الاستبعاد الكامل للطعام الضار (المسبب للحساسية) من غذاء الشخص المصاب. وهذا يتطلب الأخذ بعين الاعتبار وبشكل حذر ودائم مكونات الأطعمة المعلبة، وكذلك طرق الطبخ ومكونات الطعام المستخدمة في المطاعم. كما أنه من الضروري معرفة الأسماء البديلة للأطعمة المسببة للحساسية عندك.
تحدث حساسية الطعام تقريباً عند 1-2% من البالغين وعند 3-8% من الأطفال وذلك بحسب المؤسسة الأمريكية للربو والحساسية. إن 90% من حساسية الطعام تم حصرها في الأطعمة التالية:
• حليب البقر.
• البيض.
• الفول السوداني.
• شجر الجوز (مثل اللوز والجوز).
• القمح.
• فول الصويا.
• السمك.
• المحار.
يستطيع الطبيب المساعدة في تحديد أنواع الطعام المسببة لتفاعلات الحساسية عند هذا الشخص وذلك بعمل فحوصات مثل "فحص الجلد" أو "فحص تحدي الطعام الشفوي". بعد تحديد الطعام المسبب للحساسية بنجاح يجب أن يستبعد الشخص الطعام المسبب للحساسية من غذائه بشكل كامل.
من الضروري أيضاً ملاحظة بأنه ليست كل التفاعلات تجاه الطعام هي تفاعلات تحسسية، فقد يحصل خلط بين حساسية الطعام وحالات أخرى مثل إنعدام تحمل الطعام، التسمم الغذائي، التحسس من المواد المضافة للطعام وغيرها. إن انعدام تحمل الطعام عبارة عن عدم قدرة الجسم على هضم طعام معين أو مكون معين في الطعام وهذا يؤدي إلى أعراض عدم راحة (مثل مغص المعدة)، ولكن خطورة هذه الحالة قليلة. إن حالة إنعدام تحمل الطعام تسمح للشخص بتناول كميات بسيطة من الطعام الذي يسبب له المشاكل دون أن تظهر عليه أعراض عدم الراحة، أما في حالة حساسية الطعام فتظهر أعراض الحساسية حتى بعد تناول كمية صغيرة جدا من الطعام المسبب للحساسية
الأسباب المحتملة لحساسية الطعام
هنالك ثمانية أنواع من الأطعمة مسؤولة عن تحفيز 90% من حساسية الطعام المعروفة، وهي:
• الحليب: وتشمل الجنبة، الزبدة، الكريمة، الكازيين (بروتين الحليب) ومصل الحليب.
• القمح: وتشمل رقائق البسكويت، المعكرونة، الخبز والشعير.
• الصويا: وتشمل الليسيثين (وهي من مكونات الطعام المصنوعة عادة من الصويا)، بعض أنواع الطعام المخبوز، سمك التونا المعلب، الصلصة، وأغذية الأطفال.
• الفول السوداني: وتشمل زبدة الفستق، زيت الفول المستخدم للزينة، العديد من الأطعمة الشعبية للبلدان المختلفة وتشمل (الأكل الصيني، الأندونيسي، التايلاندي، الفيتنامي وربما المكسيكي أيضا) وبعض المنكهات.
• شجر الجوز: وتشمل البندق، الكاشيو، اللوز، الجوز، جوز البقان الأمريكي، والجوز البرازيلي وغيرها.
• المحار: وتشمل السلطعون، جراد البحر، الجمبري، البطلينوس، والكركند.
• السمك: وتشمل السمك الأصفر، السلمون، الأسقمري، سمك التونا وسمك البقلة.
• البيض: وتشمل أنواع المعكرونة المطبوخة الجاهزة للبيع، المايونيز وبعض أنواع بدائل البيض
خيارات العلاج لحساسية الطعام
إن الطريقة الوحيدة لعلاج حساسية الطعام هي في حذف الأطعمة المسببة للحساسية تماماً من غذاء الشخص. لا يوجد حاليا أدوية تمنع حساسية الطعام من الحدوث. يمكن أن تسبب حساسية الطعام الوفاة إذا لم يجتهد الشخص في تجنبها.
عندما يقوم الطبيب بتحديد الأطعمة التي تحفز الحساسية، يجب على الشخص إستبعادها من طعامه وذلك بالإنتباه إلى مكونات الأطعمة التي يتناولها، ويمكن تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية والسيطرة على حساسية الطعام عن طريق مراقبة مكونات الأطعمة في محلات البقالة والاستفسار عن مكونات الطعام وطرق تحضيره في المطاعم.
وللتأكد من عدم تناول الأطعمة المسببة للحساسية عن طريق الخطأ يجب أن يكون الشخص على علم بالأسماء البديلة للأطعمة، فمثلا على الأشخاص الذين لديهم حساسية للحليب تجنب كل ما يحتوي على الكازيين وهو بروتين الحليب.
ورغم أن بعض أنواع الحساسية تختفي مع التقدم في العمر إلا أن العديد من الأنواع تستمر حتى البلوغ، ولحسن الحظ أن تجنب الأطعمة المسببة للحساسية هي طريقة يستطيع إتباعها المرضى الذين لديهم حساسية من كل الأعمار لمنع حدوث التفاعل التحسسي تماما.
بالرغم من تجنب الشخص تناول الطعام المسبب للحساسية فقد يتم تناول هذه الأطعمة عن طريق الخطأ، ولذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من فرط حساسية الطعام أن يراجعوا عيادة الطوارئ فور شكّهم بحدوث تفاعل تحسسي من الطعام، كما يجب أن يلبس هؤلاء الأشخاص سوار أو قلادة طبية خاصة تُعرِّف عن وضعهم للعاملين في القطاع الطبي.
كما يجب على آباء الأطفال المصابين بحساسية الطعام تنبيه دور الحضانة أو المدرسة لوجود الحساسية. كما يجب أن يزودوا طاقم العاملين خطياً بالتعليمات الواجب إتباعها لمعرفة ما إذا حصل تفاعل تحسسي وما الواجب عمله في هذه الحالة، كما يجب أن يتم إعداد الأشخاص الآخرين الذين يتعاملون مع الطفل مثل آباء أصدقاء الطفل، المدربين، جليسة الأطفال للتعامل مع التفاعل التحسسي بسرعة عند حدوثه.