[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التماسيح
المعلق :
لا شيء يثير الاهتمام أكثر من حيوان قد يقضي عليك، مئات من الناس يُقتلون سنوياً على وادي التماسيح والقواطير أو التماسيح الأمريكية، تحتل هذه الزواحف قمة السلسلة الغذائية منذ أكثر من مائتي مليون سنة، لا يوجد عدوان غير مبَرر، إنها تمارس سلوكها الطبيعي، إنها فريق ينظف الطبيعة، يأكل الميتة، وينتزع الضعيف من القطيع، وهذا يساعد على بقاء العالم صحياً أكثر، ولله في خلقه شئون، حيثما عاشت التماسيح كان الإنسان هو الوافد المتأخر، ونحن جزء من هذا العالم، وعرفنا مدى خطورتها عبر دروس صعبة جداً .
جراهام ويب :
ما هي أسرار نجاحها باعتبارها حيوانات في المرتبة العليا من لائحة الحيوانات المفترسة، لا شك أن التماسيح مفترسات خطرة، فهي تمسك بك وتمزقك إرباً وتلتهمك، هذه هي التماسيح، ولو تقبل الجميع ذلك منذ البداية لما واجهنا نفس المشاكل التي نواجهها الآن، يأتي هذا الحيوان في لائحة الحيوانات المفترسة، عاش ونما ليلتهم الحيوانات على الضفاف.
المعلق :
يقدم لنا الأستاد جراهام ويب هذه المعلومات مباشرة، فقد جرس التماسيح الأسترالية أكثر من ثلاثين عاماً، الحكاية التي يرويها ليست فقط أن التمساح من أخطر الحيوانات؛ بل إنه يمكن توقع سلوكه أيضاً، يتصرف روبيل رابل وفق ما يتوقعه من سلوك التمساح، ويعرف كيف ولماذا تفعل التماسيح ما تفعله، لا تعرف الغزلان على ضفة نهر شرق إفريقيا ما يعرفه روب، وهي تريد عبور هذا النهر، تبدو حذرة ولا تعرف ما هي التماسيح، لا تظهر الأنثى القائدة الخوف منها، وهي تفعل كل الأشياء التي يجب ألا تفعلها.
تتبع الغزلان الأخرى قائدتها بالغريزة، وهذا التخبط في الماء حفز التماسيح للعمل، ينطوي سلوك التماسيح على ما هو أكثر من غريزة القتل، ويعود نجاحها في العثور على مكان الفريسة إلى إلهام الله تعالى لها، ثم للخبرة التي اكتسبتها خلال حياتها، كل تمساح يعي وجود تمساح آخر، وكل واحد منها يندفع بغريزة ملهمة من الله الخالق العظيم لتجعله؛ أكثر المترصدين سِرية، وأقوى الحيوانات الصيادة، يوجد حالياً ثلاثة وعشرون نوعاً مختلفاً من التماسيح، وتعيش في مناطق العالم الدافئة، تبدو معظم التماسيح متشابهة، لكن الحجم والشكل متفاوتان بحسب نوعية الصيد، تدل الرءوس على نوعية الغذاء، الرءوس والفكوك العريضة قوية لتتولى تنوعاً كبيراً من الفرائس، والرءوس الدقيقة تصطاد السمك.
هذا صياد تمساح هندي.
قد يصل طول أضخم التماسيح إلى أكثر من ستة أمتار، ومعظم الكبار تكون خاملة على البر، لكن هناك استثناءات، فتمساح أمريكا الجنوبي هذا رشيق جداً.
عندما تكون التماسيح في الماء تكون سريعة وقوية في السباحة، تختبىء التماسيح في الماء الذي يساعدها على الصيد بسرعة في اللحظة المناسبة، التماسيح الضخمة في المحيط الهندي والهادىء تذهب إلى البحر، ويمكنها تحمل الملح أكثر من قريباتها التي تعيش عادة في المياه العذبة، لقد زودها الله -سبحانه وتعالى¬- بغدد في الفم تخرج الملح المركز ثانية إلى البحر من دون فقدان كثير من الماء من سوائل جسمها، وهذا هو سبب نجاحها.
ما هي العوامل المشتركة بين التماسيح؟
بدايةُ يوم جديد في فنزويلا، والشمس ضرورية لكل الكائنات الحية، ومنها التماسيح في أرجاء العالم، في الليل يكون الماء دافئاً للتماسيح، الآن تشعر أن الأرض أكثر دفئاً، فتخرج إلى الشاطىء لتنعم بأشعة الشمس، طاقة الشمس وحدها تكفي التماسيح طوال اليوم؛ لذلك يمكنها أن تكتفي بكمية قليلة من الغذاء لفترات طويلة، على عكس المخلوقات ثابتة الحرارة التي تأكل لتحافظ على حرارة جسمها -فإن التماسيح تتأثر كثيراً بالشمس، طوال اليوم يجب أن تنظم حرارة جسمها بالدخول إلى الماء والخروج منه، أو بفغر فكوكها مما يبرد الرأس عندما تتبخر الرطوبة من أغشية الفكين، تصبح الشمس حارة عند العاشرة صباحاً في المدارين مما يدفع التماسيح إلى العودة إلى الماء للإحساس بالراحة، لن تنعم بأشعة الشمس ثانية الرابعة مساءً، لدى التماسيح حس بالوقت وبالحرارة وحواس أخرى تبقيها على صلة بعالمها الخاص، جراهام ويب سيحدثنا عن ذلك.
جراهام ويب :
حواس التمساح مركزة حول الرأس، إنها على شكل نظام دقيق، فهي تتنفس من طرف الأنف، إحساسها بالرائحة موجود هنا، بصرها حاد جداً كالرؤية بالمنظار، ويمكنها استخدام الرأس لتحدد بعد الفريسة، هنا توجد خلايا تتمتع بحس التقاطي، كي تتمكن من الإحساس بالاهتزازات في الماء، حاسة السمع هنا، وهي حاسة حادة تمكنها آذانها من التقاط الاهتزازات، إذا كانت هناك اهتزازات يدير التمساح رأسه، ويحاول تحديد موقعها، وعندما يرفع رأسه يكون كمنظار الغواصة، ويكون التمساح متيقظاً وتعمل لديه كل الآليات الحساسة.
المعلق :
هذه السيطرة الحسية تجعله يقترب خلسة مسافة متر من فريسته من دون إخافتها، والآن جاء دور القوة، هذه القوة تتمثل بفكين قويين يستطيعان التقاط أكثر من مائتي كيلو جرام بسهولة، وتأتي على حيوان " النو " وهو يقاوم، يحدث كل شيء في لمح البصر، ولكن ماذا بعد الإمساك بالفريسة، كيف يتناول التمساح غذاءه؟
جراهام ويب :
كيف تأكل التماسيح؟ تفعل ذلك بطريقتين، ولكنها تستخدم المبدأ نفسه، لدى التماسح قوة ضغط هائلة في فكيه، وعندما ينقض على حيوان أصغر حجماً يطبق بفكيه على رأس الفريسة ويهزه، فينجح في قطع الرأس ويبتلعه في قضمة واحدة، أما الحيوانات الأكبر فيضغط عليها بفكيه حيث يثبت الحيوان في مكانه ويقتطع هذا الجزء منه.
المعلق :
ليست التماسيح بارعة في الكمائن والصيد فقط، بل تستطيع هضم أي شيء تقريباً بما في ذلك اللحم والعظام، وبعد وجبة كبيرة قد يبقى التمساح مدة عام قبل أن يحصل على وجبة أخرى، تمساح النيل الإفريقي يحتاج إلى أقل من عشر الغذاء الذي يحتاج إليه الأسد، أما دورة الأكل فهي رد فعل غريزي وضروري للتعامل مع جثة ضخمة وصلبة مثل فرس النهر هذا، تمسك بعض التماسيح بالجثة، وتدور أخرى لتمزيق أجزاء منها، يوجد ما يكفي كل التماسيح ولا حاجة إلى الشجار، و يظهر لنا مدى غرابة هذه المشاركة.
جراهام ويب :
التماسيح حيوانات منعزلة، تتغذى وحدها وتدافع عن نفسها وحدها، ولا تثق في بعضها ببعض، ولكنها أحياناً تعمل معاً وبخاصة عندما يتوفر غذاء كثير في مكان واحد، تجتمع معاً وتقرر عدم الشجار، فالطعام كثير، في بعض الأوقات يبدو تعاوناً حقيقياً فتتساعد، ولكن هذا استثناء وليس قاعدة.
المعلق :
يمكننا رؤية هذه الحالة الاستثنائية مرة أو اثنتين خلال العام، عندما يفتحون بوابات هذا السد في إندوما في جنوب أفريقيا، يندفع فيضان صناعي عبر النهر، يعج ماء الفيضان بأسماك البني وأسماك أخرى، هذا الفيضان في غير موسمه، لكنه يدفع بعض الأسماك للإسراع إلى أعلى النهر إلى مواقع تكاثرها، التقطت تماسيح النهر رائحة هذه المياه قبل أربعة أيام عندما انطلقت من أعلى النهر مسافة مائة وستين كيلو متراً، أصبحت المحابس التي على الأسماك أنت تعبرها أماكن لتجمع التماسيح، وهي مستعدة لأكل الأسماك التي ستقفز إلى فكوكها.
تعلمت التماسيح بسرعة استغلال هذا الفيضان الصناعي، وربما كانت تتجمع هكذا في أثناء الفيضان الطبيعي منذ أمد بعيد، تصطاد السمكة ببراعة مدهشة وبسرعة كبيرة، منافسة بذلك الأفاعي في سرعتها ودقتها، يدل توقع وصول هذه الأسماك على سرعة تعلم التماسيح، قد يكون دماغها صغيراً، ولكنها أذكى بكثير مما هو معروف عنها، هذا ذكاء يبدأ عمله مدعماً بسلاح قوي، الأنياب تخترق أو تقضم أو تقطع أو تسحق، لكنها لا تمضغ، تكشف خلايا حسية ارتجاج الماء، عضلات ضعيفة نسبياً تعمل على فتح الفكين، ولكنها تطبق بقوة للإمساك بفريسة ثقيلة الوزن، ينغلق صمام الحلق عندما يكون الفكان مفتوحين في أثناء هجوم تحت الماء، هناك جفن ثالث وهو غشاء شفاف يغطي العين في الماء، وقد وهبه الله هذا الغطاء وحماية شفافة، لكنه يعني أن مدى الرؤية محدود جداً؛ لذا على التمساح أن يستخدم حواس أخرى كالذوق والارتجاج لتحديد مكن فريسته.
أما فوق الماء فالعيون أساسية في الصيد، وهي في أعلى الرأس، وذات رؤية منظارية لتحديد المسافة، بؤبؤ العين الذي يكون شقاً صغيراً نهاراً ينفرد واسعاً في الظلام، البحث عن التماسيح باستخدام مصباح يظهر لك سراً آخر عن رؤيتها الليلية الرائعة، توجد في مؤخر العين طبقة عاكسة، تشبه المرآه تعكس الضوء ثانية إلى العين وتضاعف حساسيتها، قلما يفوت التماسيحَ شيءٌ حتى في الظلام.
جراهام ويب :
لدي إشارات بسيطة عن إشارات بصرية وصوتية تستخدمها ولكنها دقيقة، مثلاً يرفع التمساح رأسه وهذا لا يبدو كثيراً، لكنه كمن يقول لذلك التمساح: حسناً أنت المسئول ، قد يقوس التمساح ذيله، وهذه إشارة تعني أن مزاجه عدواني، وكأنه يقول: إذا لم تفسح المجال فإنني سأضربك، قد يهز جانبيه بسرعة كبيرة تولد موجات تنتقل مسافات بعيدة تشعر الجميع بوجوده وأنه عدواني، عندما تنظر إلى التماسيح غالباً ما تراها لا تفعل شيئاً، لكنها تدرك وجود التماسيح الأخرى، وتصدر إشارات بسيطة دائماً إلى بعضها لتحدد صاحب المرتبة الأولى وهذا مهم للتماسيح.
المعلق :
رفع الرأس إشارة جسدية مهمة وقت التزاوج، قد يكون هذا ذكراً أو أنثى صغيرة تظهر إشارة خضوع لذكر أضخم، تخشى الإناث الصغيرة الاقتراب من الذكور البالغة خشية تعرضها لإصابات، في هذه الحالة يبدو أن الحيوان الأصغير هو الذكر، وقد تم طرده من المنطقة، لدى جاروين التمساح الهندي الذكر عقدة كروية على خطمه النحيف، وليس لدى الأنثى هذه العقدة، يحدد حجم العقدة مدى سيطرة الذكر، ويستخدمها أيضاً لإصدار طنين، يتم رفع شارات رتبة الذكورة هذه عالياً، كل ذكر يعرف مكانته، والحجم مهم في أثناء التزاوج، تماسيح النيل هذه تتنافس على السيطرة بإطباق الفكين ورفع الذيل ونفخ الفقاعات، في مستنقعات أوفر جليتس في فلوريدا تصدر أعلى أصواتها خلال فترة التزاوج، في أثناء موسم التزاوج تجأر التماسيح وتهز نفسها، مما أرعب المستكشفين الأوائل.
تنتقل الأصوات تحت الماء مسافات بعيدة، لكن الأصوات وهز الأجساد يؤكدان سيطرة الذكر المحلية، أحياناً لا تكون الأصوات كافية، فتدخل منطقة ذكور أخرى وتنشب معركة عنيفة، يخرج ذكراً منتصراً، أثبت وجهة نظره، وطرد المتحدي إلى خارج المنطقة، بعد المشاجرة تتقدم أنثى صغيرة، مع تزايد أعداد السكان في فلوريدا أصبحت التماسيح على مقربة من المنازل، تعاني التماسيح من مشكلة ...
" اسكجريبنز " حسناً ما هو العنوان؟ أبْعِد الجميعَ عنه، سنحضر في أقرب فرصة ممكنة، نحن متجهون إليك فوراً شكراً ، لدينا في فلوريدا أكثر من مليون تمساح، ولدينا أربعة عشر مليون شخص، أي أنه يوجد تمساح لكل أربعة عشر شخصاً، مَوَاطن التماسيح في تناقص مستمر، أعدادها في تزايد لأنها تتكاثر وتزداد، إنه موسم التزاوج، لقد أصبحت تدافع عن مناطقها، تتشاجر ويطرد بعضها بعضاً من المنطقة، فتظهر في مناطق من المدينة، إنها تبحث عن الحنان في المكان الخطأ.
المعلق :
إنها لا تبحث دائماً عن الحنان، فهي تظهر في ثمانية ألاف مكان سنوياً، " توب هارلك " ليس مكلفاً بإعادة التماسيح الكبيرة فقط، لكن الولاية منحته ترخيصاً لإعادة التماسيح الصغيرة إلى أماكن أخرى، ويبيع البالغة للاستفادة من لحمها وجلدها، للأولاد الذين يلهون في هذه البحيرة تكون التماسيح قاتلة أحياناً.
جراهام ويب :
وردت بلاغات عن وجود تمساح طوله عشرة أقدام، وآخر طوله ستة أقدام، فجئتُ في الليل في أثناء تساقط المطر ونصبت الأفخاخ، وجد تيب تمساحاً مضطرباً في الشبكة ويجب نقله من هناك.
في أنهار الهند تم قتل التماسيح منذ زمن بعيد، لم يقتلوها بدافع الخوف، بل لأنها تأكل الأسماك التي يبعها الصايدون للناس، أعدت ضفة نهر مِدْراس لإنقاذ هذه الزواحف، لديهم مجموعة سليمة جينياً وجاهزة لإطلاقها في البرية، لكن هناك مشكلة.
المشكلة هي خوف الناس منها، واعتبارها منافسا لهم على الغذاء، احتفظ " روي ميكر وابنه " بالصغار وعددها بضعة آلاف مهمتهما ترويج ضرورة وجودها في الحياة البرية.
جراهام ويب :
عندما بدأت بإجراء مسح للتماسيح في النهد في بداية سبعينيات القرن السابق كانت في حالة مذرية وفي طريقها إلى الانقراض، وبخاصة تماسيح المياه المالحة، كان لا بد من تكثيرها في الأسر لإعادتها إلى الحياة البرية، وهذا ما فعلناه ، جمعنا نحو اثني عشر تمساحاً وخمسين صغيراً في البداية، أصبح لدينا أكثر من خمسة ألاف تمساح، يمكننا تقديم ألف منها لمشاريع استيلاد في أنحاء البلاد، ساهمنا أيضاً في تعزيز الثقافة العامة، حيث يأتي نحو مليون شخص سنوياً إلى منطقة التماسيح.
المعلق :
إنهم يأتون لتصويرها، كما يأتي التلفاز المحلي والمجلات، وإذا لم يحبها الناس سيعرفون على الأقل أنها مخلوقات على كوكبنا ولها قيمة معنوية، في عصر حار في مِدْراس يُمكن للزوار أن يشاهدوا عدداً من التماسيح يفوق تلك التي قد يشاهدونها في البراري، وهي تتكاثر جيداً، تضع التماسيح بيضها، ويأكل العاملون وبعض العضاءات المحلية ما أمكنهم منه، وتكون هذه الحيوانات أساسية للحفاظ على سلامة أنهار الهند.
جراهام ويب :
بإعتبارها المفترس الرئيس وآكل الجيف فوجودها ضروري للحفاظ على توازن بيئي صحي، تفترس كثيراً من آكلات الأسماك، وهي ضرورية في مناطق صيد السمك.
المعلق :
بينما يكافح الفريق لمراقبة عملية تكاثر التماسيح الصغيرة ظهرت مشكلة تماسيح المياه المالحة، إنه آخر أنواع التماسيح الهندية العملاقة، ويسمونه الفكين،وهو شرس مع الإناث.
جراهام ويب :
إنه أضخم تماسيح المياه المالحة، وطوله خمسة عشر قدماً، إنه أضخم تمساح في الهند، وهو وحيد دائماً، في المرة الأولى آذى الأنثى وقذفها إلى خارج الماء، كانت طولها تسعة أقدام نُقلت للمعالجة، نحاول هذه المرة بطريقة علمية وضع حاجز عبر البركة.
المعلق :
المشكلة هي نقل الأنثى المناسبة من منطقة أخرى.
جراهام ويب :
سنجد الأنثى المناسبة له، لقد اعتاد البقاء وحيداً، وسيعتاد على وجود الأنثى معه.
المعلق :
تعج الأنهار والشواطىء الشمالية الأسترالية بتماسيح المايه المالحة، هذه الأنثى خُصبت بنجاح وستضع بيضها عما قريب -إن شاء الله- بَنَتْ عشها من كومة من العيدان وأوراق الأشجار التي تُوَلِّد دفئها ورطوبتها الخاصة، سيكون العش بمثابة حاضنة طبيعية، وحرارته تؤثر في جسم الصغار، لكنها لن تدفن بيضها فيه قبل حلول الظلام، وهي تحرسه حتى ذلك الحين من الإناث الأخريات، وتكون في شبه غيبوبة وتبدأ بوضع البيض.
جراهام ويب :
الأنثى في حالة غيبوبة، يبدو أنها تضع البيض، الحفرة عميقة جداً، حصلت على واحدة، قضيتُ أربعة وعشرين عاماً مع التماسيح، هذه اول مرة يحدث فيها ذلك، هذا مثير فعلاً.
المعلق :
إن السبب الذي يضع الأم في هذه الحال مايزال مجهولاً، تضع ما بين أربعين وستين بيضة، إذا كانت حرارة الشمس مرتفعة يكون معظم الصغار ذكوراً، تغطي البيض وتحرس العش حتى تخرج الصغار، في إفريقيا تبني التماسيح أعشاشاً مختلفة، هذه الأنثى وضعت بيضها في الرمال على بعد أقل من خمسين متراً من النهر، الرمال التي تغطي البيض ستحافظ على اعتدال حرارته بعيداً عن توهج الشمس التي قد تجففه، إنها تضغط الرمال وتحرس العش جيداً بإستثناء بعض الرحلات الصغيرة إلى النهر، وتستمر الحراسة تسعين يوماً من دون أن تأكل الأم شيئاً، يكون البيض دائماً عُرضة للخطر، وهذا الخطر يأتي من عضاءة الأورال أو الناموس ، يكون النمس حذراً من التماسيح، وبيض الأم التي تتولى حراسته يكون آمناً -بإذن الله-.
لكن هذا العش عرضة للخطر، فأنثى التمساح الآن تستبرد عند النهر، وكانت الصغار على وشك أن تخرج.
في فلوريدا أنثى تمساح بعيدة عن بيضها تم استدعائها إلى العش بنداءات الصغار الجديدة من خارج البيض ومن داخله، وها هي تستدعيها للمساعدة، لا تستطيع الأنثى مقاومة هذه النداءات، وتتسلق نحو العشر غريزياً، تم وضع البيض عميقاً في التربة، والصغار بحاجة إلى المساعدة لتخرج من البيض، رغم ضخامتها وثقلها تكون الأم لطيفة في بحثها عن الصغار، واجبها الغريزي التالي كأم هو إنزال صغارها إلى الماء، تقوم بنقل بعضها إلى داخل جيب في فكيها الهائلين، في أثناء انهماكها تقوم صغار أخرى بشق طريقها وحدها، إنها رحلة محفوفة بالمخاطر نظراً إلى كثرة البلاشونات والأفاعي، عندما تصبح في الماء تسعى للأمام عبر التجمع بأعداد هائلة، وتتجمع بين الأعشاب المائية، وينادي بعضها بعضاً للحفاظ على التواصل، الأم غير بعيدة وقد تبقى طوال شهر وربما عامين، لكن الصغار لا تستطيع الاعتماد عليها في الغذاء، فهي تستطيع الصيد ويجب أن تتولى ذلك بنفسها، يجب ألا تبتعد كثيراً عنها.
واحد في المائة من الصغار يبلغ مرحلة النضج، تصل رعاية الأم حتى هذا الحد، وتكون البيئة بمثابة غابة لتماسيح النيل الصغيرة هذه، تستطيع الأم بكفيها الإمساك بالنو الثقيل وتمزيقه إرباً، لكنها عندما تجمع صغارها داخل قفص الأنياب تكون في منتهى الرقة، الصغار في أمان -بإذن الله- داخل فكيها، وتوصل بعض صغارها إلى الماء، ورل جائع يستطلع العش غير مراقب من الأم وكانت جهوده مجدية، عندما تكون صغيرة تكون هذه المفترِسات في أسفل السلسلة الغذائية، الأسماك والطيور والزواحف والثديات والطيور كلها تلتهم صغار التماسيح، ولكن توجد طريقة للمقاومة، صغار التماسيح الكامن في فنزويلا تتجمع معاً، كثرة الفرائس في بركة واحدة تربك المفترسات، هناك مئات الصغار، ويتولى تمساح واحد رعايتها كلها، مُرَبية واحدة مسئولة عن صغار الجميع، لكن إلى متى يبقى أي صغير بعيداً عن الخطر من أبناء جنسه، عندما كان صغيراً كان آمناً من التماسيح البالغة -بفضل الله- ولكن عندما يبلغ سنة من العمر يصبح على قائمة الغذاء، خلال الأعوام الخمسة الأولى من حياته يكون حذراً من الكبار؛ لأن حجمه يمثل حجم الفريسة، فلا تظن الكبار أنه واحد منها، كان بحجم الفريسة المناسبة، ولا يواجه المفترس الكبير أي مشكلة، بعد اثني عشر عاماً يكبر بسرعة، وبعد نحو عام تصبح للذكر منطقته ويبحث عن أنثى، أصبح التمساح الآن في قمة لائحة المفترسات، وكل شيء قد يكون غذاءً له، ولكن توجد مشكلة حديثة نسبياً، وهي البشر.
جراهام ويب :
سبب هجمات التماسيح على الناس هو وجودهم في مناطقها، ولا يحدث ذلك لسكان المدن الذين يشترون أشياءهم من المحال التجارية، إنما يشهد ذلك الناس الذين يعيشون في مناطق التماسيح.
المعلق :
برعاية التماسيح البرية ومناطق أعشاشها سيتوفر -بإذن الله- فائض من البيض لبيعه للمزارعين، والأموال ستساعد على زيادة أعداد التماسيح.
جراهام ويب :
ما تعلمناه خلال الثلاثين عاماً الماضية أنك لا تستطيع عزل التماسيح ولا رعايتها في متنزه وطني، الحل في مشكلة التمساح هو أن يتعاون كلٌ من التمساح والإنسان، عندما يتعاون كلٌ منهما مع الآخر سيهتم كل منهما بالآخر.
لا تستطيع سوى الإعجاب بالتماسيح يسميها بعض الناس آلات القتل، لكن هذا جانب من عدة جوانب، أنا معجب بذكاء الزواحف، إنها سريعة نوعاً ما، تتميز بالسرعة والفضول والقدرة على حماية نفسها، مستقبل التماسيح يبدو جيداً -والله أعلم- إنها حيوانات غريزية تماماً، و نستطيع التعايش معها جنباً إلى جنب، يجب أن نفهمها، إنها موجودة منذ زمن بعيد، وأعتقد أن مستقبلها جيد، والله سبحانه وتعالى أعلم.