[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فن الطبيعة
المعلق:
يعد الفن من أوسع المجالات التي اختلفت فيها أنظار وتوجهات الناس فما يرى عند شعب من الشعوب جميلاً ورائعًا ومدهشًا نراه عند غيرهم مقززًا ومنفرًا وقبيحًا.
لا يوجد حيوان آخر متعدد الألوان والأشكال والنماذج كالحشرات، بالنسبة إلي هي فن حي حقيقي، ها أنا في "ماجو أجريو" بلدة صغيرة في الأكوادور تقع على حافة حوض الأمازون الكبير، النساء هنا أعضاء في قبيلة "سكويا" يعشن في القرى الموازية لنهر أوريكوا، الغابة التي تحيط بها بمثابة مركز تسوق طبيعي، وهو مستودع ضخم للمواد الغذائية ومواد البناء والمواد الأولية للمصنوعات اليدوية، هذه الخنافس السوداء المضيئة شائعة في المنطقة، أحيانًا يكون الكثير منها فتلمع الغابة بأكملها كمحل مجوهرات، تجمع النساء الخنافس التي يجدنها في الغابة، ثم يسلكنها في خيط على شكل ألوان ونماذج متعددة، الإمكانيات محدودة لذا كل قطعة فريدة من نوعها.
يعتبر سكان الغابة الممطرة الخنافس المعدنية أدوات رائعة للزخرفة.
يمكن للماس أن يدوم لكن الخنافس يمكن تجديدها، وهي أكثر لمعانًا من الماس، ليس عليك أن تعيش بين هذه الحشرات لكي تلهمك، "جلبير ألبير" جواهري مشهور من "جينيف" كل شيء بمشيئة الله في الكون له هدف، لا يوجد شيء عديم جدوى إذن فالحشرات تبدو كالذهب، هذه أكثر اخضرارًا، هذا ذهب خالص، وهذا ذهب رمادي، لا أحد يصدق أن هذه الخنفساء حقيقية، يظنون أنها مصنوعة من المعدن، لكن الحشرة أكثر ضعفًا من الحجر الكريم لذا عليكم أن تكونوا حذرين، لذا نضع صمغًا لنقص أجنحة الخنفساء بعدها أعيدها إلى مكانها.
إن الفلالين الذين تفصلهم آلاف الأميال قد اختلفوا وتباينت رؤيتهم لما هو جميل وقبيح، ولعلك تلاحظ الفرق شاسع جدًا، مؤكد أنكم سمعتم بالفن الحي، ولكن هؤلاء الفنانين أعطوا معنًى جديدًا للعبارة، كهذا البروش السيار، يمكن للمرء أن يشتري بعض الجواهر الحقيقية الحية.
توضع الخنافس القاتمة مع الأحجار الكريمة، ترافق هذا البروش تعليمات تتعلق بكيفية إطعامه عليك أن تطعمه بعض كسرات الخشب الفاسد اللذيذة، وهذا جزء ضئيل من الثروات التي سنراها حينما نكمل جولتنا الفنية المتعلقة بالحشرات، لكن هل وصل الأمر بهؤلاء الناس إلى هذا الحد، فالحشرات مستقذرة عند أغلب البشر، لكن في نظر هؤلاء جميلة رائعة.
إن تنوع أشكال الحشرات واختلاف ألوانها أغوى العديد منا لاتخاذ مهنة في علم الحشرات، وهو يقودنا إلى أبعد مناطق الكرة الأرضية بحثًا عن النموذج الكامل، تتشكل هذه الحشرات بقدرة الله -تعالى- وبطريقة عجيبة، حيث تكون أول ما تكون يرقة كهذه ثم تتحول إلى هذه الحشرة الكاملة عن طريق سلخ جلدها القديم، لكنك إذا نظرت إليها في وقت واحد يصعب عليك التصديق أن هذه اليرقة ستتحول إلى هذه الحشرة.
- إذن أنتِ يا عزيزتي عودي إلى بيت الحضانة الوداع، أما أنتِ فسأصطحبكِ معي.
ذهبت إلى منطقة "كيبريت" الشرقية لأقابل صديقًا قديمًا: "جورج" كيف حالك يا صديقي؟ لم أرك منذ سنين، صحيح منذ وقت طويل، لقد أحضرت لك نموذجًا.
جورج:
شكرًا.
المعلق:
كيف هي الحياة معك.
جورج:
ليست سيئة، أنا أعمل فقط في المتجر الآن لدي بعض النماذج وأنا أصهر بعض المعادن، أظن أنني أحب الحشرات كنماذج بسبب أشكالها وهيكلها الخارجي، لا أعرف ما إذا كانت هذه الأشكال تثير جنوني، ولكن يبدو أنني طورت قضية حقيقية تتعلق بهوسي بالخنافس، فأنا أجدها رائعة جدًّا ثم أتتني فكرة رائعة بأن أخضع الحشرات للتجربة، وتقضي العملية بأخذ خنافس ونسيج صوفي ثم أسخنه وأضعه في الفضة والذهب والبرنز وكل أنواع المعادن لكنها تقنية قديمة مستخدمة منذ آلاف السنين، ثم اقترح أحدهم علي أن أقوم بعمل أكبر وأهم، وعندها دخلت مجال النحت، المشكلة هنا أنه أحيانًا ينكسر القالب.
المعلق:
الذي يضم تحفًا معروفة في عالم الحشرات، هذا المتحف هو غابة ماليزيا الممطرة، سنبدأ جولتنا بالفنون المرئية، آسف لقد اكتشفت لتوي تحفتنا الأولى.
تعتبر أجنحة الفراشات صورًا زيتية رائعة، ولكن ينقصها الإطار فقط، في أواخر القرن التاسع عشر طور الرسامون الانطباعيون الفارسيون تقنية فورية تدعى التصوير بالنقط، كانوا يستخدمون نقطًا رفيعة من الألوان ليوجدوا صورة أكبر حجمًا، لكن الله -تعالى- قد أبدع هذا الجمال قبل ملايين السنين، تتكون هذه النماذج الرائعة من قشور دقيقة وملونة مرصوفة الواحدة تلو الأخرى كالقرميد المرصوف على السطح، تشبه هذه اللوحات الصغيرة المزخرفة الصور الزيتية الانطباعية، يفضل البعض الألوان الدافئة والألوان الساكدة، ويحبذ البعض الآخر الأسلوب المجازي، ويتخصص بالفن البري، هذه العيون الوحشية كعيون البومة وتدعى العيينات تخيف الحيوانات المفترسة أحيانًا يكون للأجنحة قسم صغير شفاف في منتصف العيون يجعلها تبدو حية.
هذه الفراشات الرائعة ليست إلا مظهرًا واحدًا من مظاهر قدرة وإبداع الصانع -سبحانه وتعالى- يولد اللون الأسود من الصبغ السافع في الدم وهو نفسه يجعلنا نحن البشر نسمر.
أنواع قليلة منها يظهر فيها اللون البني، يأتي اللون الأبيض من الحامض البولي في القشر، يتقطر اللون الأصفر واللون الأحمر من الأطعمة المختلفة التي تتناولها والاستيلاء على هذه الألوان كما سترون هي قضية حياة وموت.
لا تحتاجون إلى ضوء الشمس لترو ما في الغابة من الغابة من مخلوقات مذهلة، تعطل هذه الخليات الضوء حين يمر من خلالها وتحوله إلى ألوان لماعة، نجد أيضًا هذه المفاعيل الضارة في صفوف عدد من الخنافس فيعمل على تحويل هذه المخلوقات الصغيرة إلى جواهر سيارة لا تقدر بثمن.
عالم الحشرات عالم غريب وفريد، فبالرغم من أننا لم نرغب بها ونتقزز منها بشكل كبير نراها في الوقت نفسه مظهر جمال وإلهام عند بعض البشر، كل هذا مجاني إذا نظرنا فقط إلى ما تحت أقدامنا، لو كانت هذه التماثيل الحية في متحف لكنا اصطففنا لنراها، ولكان أصبح فرع جديد من الفن مصدر انتقادات ولكن ما نعتبره نحن فنًّا ليس سوى أمر طبيعي بالنسبة إليها.
أحيانًا تتنوع الحشرات إلى أنواع غريبة، ونحن لا يمكن أبدًا أن نفهم سر هذه المخلوقات الصغيرة، حتى أجزائها الدقيقة التي بالكاد ترى، تعتبر أعجوبة في عالم الخلق، الخالق العظيم لهذا الكون له حكمة بالغة في ذلك.
المشكلة ذات أهمية كبرى، للأسف فإن الناس الذين يستعملون الفراشات للزخرفة يقتلون أكثر من مليون فراشة كل سنة، في كل قطر من أقطار العالم يخسر فراشتنا بمعدل يفوق التصور، وهذا المصير نفسه محتم على الجندل والزنيز والخنفساء ذات القرون فالعديد منها على لائحة الحيوانات المعرضة للخطر قتل الحشرات أصبح صناعة في بعض البلدان الاستوائية، حيث يشكل هذا العمل المدخول الوحيد للسكان إذا أردنا الحفاظ على هذا الجمال ربما علينا أن ندع الفنانين يهتمون به بدلاً منا، وأن نتعلم أيضًا أن نقدر لوحاتها الملونة حاليًّا دون أن نعلقها في صورة مستمرة على حيطاننا.
انظروا إلى هذه الحشرة الجميلة، إنها إحدى أشهر الفراشات في العالم، وهي أيضًا شعار ماليزيا هذه فراشة محمية ولكن حتى لو كانت محمية يبتاع سنويًّا مليون منها في العالم، وبكل سرور أطلق سراحها.
منذ خمس وعشرين سنة وأنا أجمع حشرات من مختلف أنحاء العالم، ولم أفقد يومًا حس الدهشة في كل مرة أذهب إلى الأدغال أكتشف عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- اليوم أنا في غابة الإكوادور، هذا نمل الليمون الشهير، يدعي بعض الناس أنه مفيد للصحة لأنه يحتوي على الكثير من الفيتامينات المزيلة للروائح الكريهة، هذه فكرة لشركات العقاقير ولا يفترض نمل الليمون ثمنًا لذلك، تساعدنا الحشرات في حياتنا في مجالات عدة كالطب والإنسان الآلي وحتى عمل الشرطة، الحشرة زميلتنا الصامتة فسبحان الله.
لعدة عصور كان الكيميائيون والأطباء يؤمنون بأن للحشرات قوة شفاء سريعة، كان هذا مبنيًّا على الخرافة ولكن هل هذا الأمر صحيح بالفعل؟ هل تشعر بألم في حلقك؟ هل فقدت صوتك؟ حسنًا، تناول مادة مستخلصة من هذه الحشرة، الأكل التايلاندي يسبب لكم التهابًا في الأمعاء، جرعة من هذا قد تحل المشكلة، والنتيجة مضمونة، لكن هل بالفعل لهذه الخنافس والحشرات حواس دوائية لا توجد في غيرها وهل أثبت العلم شيئًا من ذلك؟
ذهب بعض العلماء إلى القول بأن لبعض أنواع الحشرات فوائد طبية لا يمكن إغفالها، تخفي الحشرات تحت جلدها مختبرات الصيدلية الواقعية، فهي تنتج بقدرة الله -تعالى- كمية متنوعة من المواد الكيميائية، بدءًا من المواد اللزجة البسيطة إلى السموم المميتة، يعتبر دم الحشرة مزيجًا غريبًا مؤلفًا من عناصر مضادة للجراثيم التي يمكن أن تهاجم الجراثيم وفيها تلك التي تصيبنا.
يأتي السياح إلى جنوب إفريقيا ليتمتعوا بالحياة البرية الغريبة، ولكنني هنا لأطارد أصغر فريسة، هناك ثمانون ألف نوع من الحشرات في بنسيلفانيا لكنها بغاية الجمال والبعض منها دخل تاريخ الطب.
الذبابة الإسبانية المشهورة هي أكثر الحشرات شهرة في تاريخ الطب.
في الواقع هذه ليست ذبابة ولكنها حشرة تنتمي إلى فصيلة الخنافس تمامًا كهذه، عندما تتعرض هذه الحشرات للإزعاج تطلق مادة ... الجلد، إن تركيبة هذه المادة السامة تسبب التهابًا في مجرى البول، إلا أن الذبابة الإسبانية هذه استخدمت لعلاج بعض الأمراض، فمنذ عدة قرون كان بعض الجهلة يستعملون هذه الحشرة لعلاج أي مرض إلى غير ذلك، اليوم اكتشفنا مقومها الفعلي وهو الذراح ويستعمل لبعض اعتلالات المعدة وكعلاج للصلع.
أهلاً بكم إلى كوالالمبور التي أسسها آلاف عاملي القصدير الصينيين سنة 1857 إن السيد "لين" متخصص في الطب الطبيعي، والعديد من علاجاته قائمة على الحشرات.
لين:
نعم إن شرنقات دودة القز تعالج الاحتقان والنمل الساخن والجاف يمنع التهاب الكبد، هذا الشيء مميز، هذه الحشرة علاج لداء الربو، عقارب مجففة، العقارب المجففة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، ولديه أيضًا منافع أخرى بإذن الله.
المعلق:
جهازي التنفسي مرهق جدًا أنا بحاجة لهذا، إنها يرقة الفراشات واسمها الشائع هو "السمامة" إن حساء هذه اليرقة يفتح الرئتين، وينمي من حس البقاء، يقال: إن هذا سر الراكض الصيني "وانك سونكيا" الذي كسر الرقم القياسي العالمي في سباق العشرة آلاف متر، إنها اثنتان وأربعون ثانية، بعد الركض لا تنسوا أن تتناولوا فنجان شاي خاص لتفادي ضربة الشمس.
لين:
تشربون وتتخلصون من اللعاب الموجود في جسمكم وتهدئون هيا، ستحبون ذلك متأكد.
المعلق:
أحتاج إلى جالونات.
لين:
وأنا أيضًا أحتاج لمئتي إنجر.
المعلق:
ماذا؟
لين:
مئتا إنجر، هذا بعد الحسم.
المعلق:
بعد الحسم شكرًا جزيلاً.
يمكن أن تكون سموم الحشرات وبعض الحيوانات المفصلية الأخرى مضادة لسمها الخاص، هذا مبدأ المعالجة المثلية، وهذه أيضًا من الغرائب التي قل ما نسمع عنها، فلكل نوع من الحشرات مرض يختص بعلاجه فهل تحول المصدر المليء بالجراثيم إلى علاج ناجح؟
مثال على ذلك:
هذه الحرشة الكبيرة التي تجول في كل منطقة استوائية، إذا اعترضتم طريقها فعضها يمكن أن يكون موجعًا جدًّا، في أكثر الأحوال هي تتحرك في الليل لذا يسهل اللقاء بهذا النوع المزعج.
ولكن إذا تعرضتم للعض فلدي صديق في "بينانج" يعرف تمامًا كيف يداويكم، تضم وصفة السيد "هام" السرية حريشة محفوظة في الخل، غطس بعض القطن في السائل وضعه على العضة، فيقضي على سم الحشرة.
هام:
لا مزيد من الألم.
المعلق:
كيف تعلمت هذا؟
أكن احترامًا كبيرًا للصينيين لأنهم حافظوا على هذه المعرفة على مر القرون ونقلوها لنا، لم يكن الصينيون الوحيدين الذين استخدموا الحشرات كدواء، خلال الحرب العالمية الأولى اكتشف جراح أمريكي أن الجروح المصابة باليرقة تشفى بإذن الله -تعالى- بسرعة تفوق الجروح الأخرى، واستنتج أن يرقة الذبابة تعيش على الأنسجة الملوثة بالجراثيم وتولد بقدرة الله -تعالى- مادة كيميائية تقتل البكتيريا، وهكذا وجد العلاج باليرقة وما زال يستعمل لبعض إصابات العظم العميقة.
تنمو آلاف اليرقات في أماكن معقمة توضع على الإصابة حتى توظف النسيج الفاسد وتساعد على الشفاء بإذن الله، لا تبدو تقنية عالية، ولكن يمكن لهذه اليرقات أن تحول دون بتر ساق رجل ما بإذن الله.
منذ أربعة آلاف سنة كان المصريون يستعملون أقراص العسل ليصنعوا منشطًا يدعى "ميد" ومن هنا استخرجت كلمة "ميديسن" أي الدواء.
أنا لا أصطاد النحلة لمجموعتي ولكن لصديق حميم يريد أن تلسعه نحلة، أظهرت دراسة حديثة أن النحالين هم بصحة أفضل منا لأنهم يتعرضون للسعات النحل.
وأظهرت الأبحاث أن سم النحل هو علاج فعال لأمراض الجلد كفرط ضعف الدم والروماتيزم، وهذا ما يدعى العلاج بالنحل.
يحسن السم جريان الدم، ويخفض من حساسية العصاب ويخفف من ألم التهاب المفاصل، وهكذا يمكن للسعات النحل أن تولد عنصرًا كالعسل.
تخبر مخطوطة صينية عائدة إلى القرن الثالث عشر الحادثة التالية: إن فلاحًا يعمل في الحقول قد قتله منجل، أرسل زعيم القرية وراء المشتبه بهم وطلب منهم أن يسلموه مناجلهم طرحها على الأرض وانتظر فاجتمع الذباب على منجل واحد لقد نظف القاتل المنجل، لكن الذباب كان قادرًا على شم رائحة الدم على هذا المنجل، فاعترف المذنب فورًا بجريمته وقطع رأسه، لقد وجد واضعو القانون شريكًا جديدًا يساعدهم في نضالهم ضد الجريمة، إنها الحشرات.
حتى اليوم غالبًا ما يسحق نفوذ القانون الحشرات ولكن يجمعها بحذر فهي تزود علماء الحشرات بمعلومات قيمة، من الممكن أن لا يعود القاتلون إلى مسرح الجريمة، لكن بعض الحشرات تفعل ذلك، كيف يمكن لهذه الحشرات أن تساعد الدكتور "راماد" في أن يحدد وقت ارتكاب هذه الجريمة.
لنر، يجذب جسم فاسد موجات الحشرات لتأتي وتأكل منه وتبيض عليه، وكل حشرة تصل بدورها تمامًا كعامل الساعة، بعض دقائق قليلة من الموت يصل إلى الساحة الذباب الضخم، وذباب المنازل، ما إن تفوح الرائحة يتحرك الذباب الضخم الأخضر والذباب الرمادي، تجذب الرائحة الأجسام السمينة الفاسدة، الخنافس ذات الأرجل الحمراء والخنافس الفاسدة والشجاعة، أسبوعًا بعد أسبوع وشهرًا بعد شهر مجموعة الحشرات هذه الملقبة بحفارة القبور تحول جسم الميت إلى بيت للحياة.
يجمع الدكتور "بهرودين" بدقة نموذجًا عن كل هذه الحيوانات يأخذ النماذج من الجسم ومن البيئة الحالية، ويلاحظ بحذر موقع كل يرقة.
ثم يأخذ النماذج إلى المختبر لتخضع للتحاليل، يوصل كل نموذج ويقاس ويشرح أحيانًا لنتمكن من تحديد عمره ونوعه، بدراسة هذه الحشرات يمكن لعامل الحشرات أن يحدد يوم الوفاة أو ساعة الوفاة.
هذه التحاليل دقيقة ومقبولة كدليل في المحكمة، يمكن أن تكون الذبابة شاهدة صادقة على جريمة ما، لأنها على خلاف البشر، لا تعرف كيف تكذب، أقفلت هذه القضية استنادًا إلى الأدلة التي أدلت بها الحشرات، فصدر الحكم العادل.
لأزور غابة ماليزيا الاستوائية الكبيرة طرت ثلاثين ألف كيلو متر في يوم واحد، ولكن ما إن أصبحت على الأرض حتى شعرت بقساوة الرحلة، تظنون أن هذا صعب.
ولكن هذا لا شيء مقارنة مع ما تمر به الحشرات في تحركاتها اليومية، تعتقد الحشرات منذ فترة طويلة أن لا شيء يضاهي الحشرات ذات الأرجل الستة، إن مهندسي الرجل الآلي يوافقونها الرأي، يعلمون أن تلك الحيوانات المفصلية خلقت على هذا الشكل قبل معظم ملايين السنين بحكمة الله، سبحانه وتعالى.
هذا الرجل الآلي يحمل شبهًا ملفتًا للنظر لمن يراه يزحف في الغابة، ولكن المشي على الأرجل الثلاثة التي ألهمت بها الحشرات منذ فترة طويلة تطلب برنامج كمبيوتر معقد.
تحمل الحشرات نفسها على ثلاثة أرجل بينما تتحرك أرجلها الثلاثة الأخرى إلى الأمام، وهي تعاود ذلك خطوة بعد خطوة، لبعض الرجال الآليين أجهزة حساسة تراقب أي ضغط غير عادي على أقدامهم أو خطواتهم.
هذه الأجهزة تتحكم فيها المكاشف المجهرية الموجودة على أرجل الحشرة، هذه الأعضاء الحساسة جدًّا تتجاوب مع أصغر ضغط ممارس على جلد الحشرة أو أدنى حركة عضل للرجل، هذه الأعضاء تتحكم بحركة المشي أكثر مما يفعل عقل الحشرة.
الأعضاء الحساسة والصغيرة هذه تخول بعض العناكب بقدرة الله -تعالى- لصنع خارطة عقلية لرحلاتها لتحدد طريق المنزل وتعكس السياق الذي حفظته الأجهزة في رجلها في طريق المشي.
في الليل يمكنها بإذن الله -تعالى- أن تجد طريق العودة إلى أماكن صيدها المفضلة دون اللجوء إلى حاسة الرؤيا أو الشم، أروني رجلاً آليًّا يمكنه أن يقوم بذلك.
لقد وُجد مؤخرًا بإذن الله -تعالى- موادُّ مفيدة لعلاج السرطان في أجنحة الفراشات وأرجل الخنافس وحتى في سم الدبور، يمكن أن يكون جلد الحشرات البسيط بمثابة مجموعة نفيسة.
"الكايتن" هو مركب قاسٍ ومحلول بيولوجي في جلد الحشرات، يمكن أن يكون غلافًا مثاليًّا للعقاقير وعازلاً مضادًّا للجراثيم، أو حتى مركبًا أساسيًّا لنوع جديد في العدسات اللاصقة، ما زال هناك الملايين من الحشرات التي لم نكتشفها بعد، من يدري؟ كيف يمكنها أن تساهم بإذن الله ولو بشكل بسيط في تغيير حياتنا، بقي أن نسمع الكلمة الأخيرة من شريكتنا الصغيرة.