[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المعلق:
ثمة مشكلة في بحر "بيرينج"، ومن سبب هذه المشكلة هو من أتى لحلّها.
إن وجود البلاستيك في الماء الغنيّ بالحياة البرية ليس مشكلة نفايات فحسب بل إنه يقتل، فمكوّنات البلاستيك التي تجعل منه ناجحًا وخفيف الوزن وقويّا ومستدامًا، تصبح مواد قاتلة هنا.
تنفق آلاف الحيوانات كل سنة لأنها تأكل البلاستيك وتعلق فيه، إن القطع البلاستيكية مشكلة واضحة للعين المجرّدة، ولكن ثمة مشاكل مخفية أكثر إيذاءً وتهديداً لحيوانات البحر.
هذه الجروح القبيحة ليست سوى أحد الآثار السلبية الظاهرة، والاعتناء بمجموعة كاملة من الحيوانات أصعب بكثير من تحرير عدد صغير منها.
يبدأ الأمر بفهم العلماء التوازن الدقيق بين هذه الحياة البرية الشمالية والحيوانات المختلفة التي تعيش هنا.
جايسن بايكر:
يمكن أن تعلق الفقمة في الحقائب التي توضع فيها الطعوم لاصطياد الأسماك أو السرطان البحري، وفي حاويات زبدة الفستق، وأكياس الغسيل وغيرها من الأشياء.
بدأنا نراقب نسب حصول مثل هذه الحوادث في منتصف السبعينات، وقد كانت هذه النسبة أعلى بكثير وقتئذٍ ثم تراجعت في أواخر الثمانينات وحتى يومنا هذا.
المعلق:
بما أن معظم الأوعية البلاستيكية تعوم، تنقلها التيارات مسافات طويلة فتصل إلى مناطق بعيدة مثل "بريبيلوف".
إن خمسة وسبعين في المائة من حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفراء وحيوانات الكيديواك ذات الأرجل الحمراء تتكاثر في "بريبيلوف"، وإذا حصل شيء ما هنا فقد نفقد هذه الحيوانات نهائياً.
تقع جزر " بريبيلوف" الأربع الصغيرة في رقعة نائية من العالم، على بعد ثمانمائة ميل غربي مرسى ألاسكا، وخمسمائة ميل شرقي سايبيريا، إنها تطفو وسط بحر "بيرينج" شمالي المحيط الهادي.
وهب الله الجزيرة ظروفًا مناخية مثالية للحياة البرية، ضبابا مستمرّا، ريحًا، ودرجات حرارة منخفضة.
ولكن حتى المواقع الطبيعية النائية ليست محصّنة من الأخطار التي يسبّبها الإنسان، بل إنها تكون عرضةً لخطر أكبر؛ لأنها تحوي عدداً هائلاً من الحيوانات البرية.
بيث سينكلاير:
في بيئة كهذه، تبيد بقعة زيت واحدة أكبر عدد من حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفرو في العالم، لذا على خلاف مناطق أخرى حين يحصل ضرر بيئي هنا يمكن أن نخسر نوعاً كاملاً من الحيوانات.
جايسون بايكر:
لم تسكن حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفرو في جزر مأهولة بالسكان، إن البشر يسكنون الجزر بعدها، الآن ينتشر البشر على مزيد من الجزر حيث تعيش هذه الحيوانات.
المعلق:
إن جزر "بريبيلوف" هي حضانة العالم بحيث يقصدها كل صيف ثلاثة ملايين طائر بحريّ ومليون حيوان فقمة بغية التكاثر، إن جزيرتي "سان بول" و"سان جورج" هما الجزيرتان الوحيدتان المأهولتان بالسكان ويبلغ عدد سكانهما أقل من ألف نسمة.
كانت هذه الجزر ملكاً لـ"روسيا" التي باعتها إلى الولايات المتحدة إضافة إلى ألاسكا في القرن التاسع عشر، حينذاك ذُبحت حيوانات الفقمة بالملايين بسبب غلاء فرائها، وفي غضون سنوات قليلة، استطاعت أميركا أن تسترجع المال الذي دفعته لشراء جزر "بريبيلوف" وسائر ولاية ألاسكا، لكن حيوانات الفقمة كانت الضحية.
بعد أن كان عددها يقارب أربعة ملايين، أدّى الذبح من دون وازع إلى تعرّض حيوانات الفقمة للانقراض، وبإيعاز أميركي وروسي وُضع حدٌّ لصيد حيوانات الفقمة مرّتين خوفاً من انقراضها.
في الحالتين، كان عددها يعود إلى طبيعته وكان الصيد يُستأنف، عام وأربعة وثمانين، أصدرت الحركات البيئية الدولية قراراً يمنع اصطياد الفقمة في جزر "بريبيلوف"، وبين ليلة وضحاها تمّ تدمير نطاق صناعي كبير لمصلحة الحيوانات، ولكن بالرغم من ذلك لم يعد عدد حيوانات الفقمة إلى طبيعته كما كان متوقّعاً.
أليوت:
ما نراه اليوم في أنحاء بحر "بيرينج" هو انحطاط هائل للحيوانات البرية.
بيث سينكلير:
على جزيرة "سان بول"، تتعرّض الثروة السمكية إلى ضغط كبير بسبب توسيع المرافئ بهدف السماح لسفن أكبر بالمجيء إليها، هذا سيتيح للجالية هنا أن تجمع الكثير من الأموال في المدى القريب، ولهذا أهمية أخرى تتمثّل بأن فراء الفقمة لم يعد يُعتبر كمكسب تجاري للناس.
المعلق:
يأتي العلماء إلى هذه الجزر بهدف القيام بدراسات حول الفقمة ومعرفة كيفية عيشها في البيئة العامة لبحر "بيرينج".
بيث سينكلير:
البحث الذي نقوم به هنا في بؤر هذه الحيوانات، يركّز على أسئلة محدّدة تشكّل الإجابات عنها قطعاً صغيرة في أحجية ضخمة، وما نحاول فعله في برنامجنا هو أننا نبقي في أذهاننا الصورة الكبيرة التي نجمع القطع الصغيرة لتكوينها.
هذا يعني أننا بحاجة إلى سلسلة معلومات يتطلّب جمعها مدة طويلة من الوقت، والقيام بهذا البحث صعب جداً لأنه يتطلّب الكثير من الوقت والمال، ولكننا لا نستطيع أن نبقي المنظور الواسع في أذهاننا؛ لأننا قد نسيء فهم أشياء كثيرة متعلّقة بتاريخ هذا الحيوان.
جايسن بايكر:
إن دراسة الفقمة الشمالية ذات الفراء تمكننا من إجراء مقارنة بين عاداتها وعادات الأسماك والطيور والثدييات البحرية الأخرى في أحوال مختلفة، لذا تُعدّ حيوانات الفقمة مؤشرًا جيدا لتوقّع ظروف النظام البيئي.
المعلق:
يبدأ العلماء النظر إلى نسبة الولادات لدى حيوانات الفقمة.
يحصل انفجار في ولادات الفقمة في أوائل تموز يوليو بإذن الله ، بفرق أيام قليلة بين الولادة والأخرى تلد الإناث جراءها على بُعد بضعة أمتار من المكان الذي وُلدت هي فيه.
بعد أقل من أسبوع على الولادة، تأتي الإناث إلى "أوسترس" ليوم واحد فقط بغية التكاثر، وتكون معظم إناث الفقمة حبالى كل سنة بعد بلوغها.
إن رائحتها وأصواتها التي تصدرها في اللحظات الأولى بعد ولادتها ستمكّنها من التعرّف إلى بعضها البعض من بين آلاف الحيوانات الأخرى.
قام العلماء بإسماع الأم نداء أحد جرائها التي ولدتها قبل سنوات عدة فإذا بها تستجيب فوراً.
لنعرف اتجاهات حيوانات الفقمة قام العلماء بإحصائها، وكان هذا الإحصاء الأول حول عدد جراء الفقمة التي وُلدت في تلك السنة.
جايسن بايكر:
حين تجمع المعلومات عن الحيوانات يجب أن تقوم بشيء واسع النطاق ولا سيما إذا كنت ترغب في مراقبتها من بعيد لا أكثر، ولمعرفة عدد الحيوانات الموجودة هنا وعاداتها يجب أن نبحث على مستوى واسع ونضع العلامات على بعض الحيوانات كما يجب إبعاد الأم عن جرائها لبعض الوقت.
قد يسبّب هذا بعض الضرر للحيوانات لكنه لا يتسبّب بمقتلها، إنه يُسبب اضطراب الحيوانات ويعيق أنماطها الطبيعية.
حين نقصّ فرو الجراء نضع عليها العلامات بدقة، والخطوة الثانية تقضي بأن نكتشف عدد جراء الفقمة الموجودة في المغدقة والتي تحمل علامات.
ولفعل هذا نخرج إلى المغادق ونعدّ مجموعات من خمسة وعشرين جرواً، كما نعدّ الجراء الملحوظة منها، وهكذا نكون قد توصّلنا إلى عدد تقديريّ للجراء الملحوظة الموجودة في المغدقة، هذه العدد بالإضافة إلى العدد الكليّ يتيح لنا احتساب عدد الفقمات الموجودة في المغدقة.
بعد أسابيع قليلة يتقشّر جلد حيوانات الفقمة بقدرة الله فيختفي أثر الحلاقة التي أجريت للجراء.
إن قصّ فرو ذكور الفقمة الضخمة عمل خطير فهي تحاول أن تهاجم لتدافع عن أرضها.
من بين مائتي ألف حيوان فقمة موجودة هنا ثمة واحد لن تلمسه شفرة الحلاّق أنه الجرو الأبرص الذي وُلد هذا العام، فلون فروه يعفيه من الحلاقة، ومع الأسف، ففرصته في النجاة من الافتراس ضئيلة لأن نظره ضعيف.
إن صغار حيوانات الفقمة قوية جداً، وتدلّ دراسات الباحثين على أن أسنانها حادّة جداً.
للدراسة هدف آخر هو تقييم وضع الفقمة الصحيّ؛ لذا يقاس وزنها وطولها.
جايسن بايكر:
ثمانية وسبعين.
المعلق:
في نهاية الأسبوع، بلغ عدد الصغار التي وضع عليها الفريق علامات، عشرة آلاف جرو وهذا عدد كافٍ لوضع عدد تقديريّ.
جايسن بايكر:
بما أننا لا نعرف تأثير هذا، نحاول أن نقلّل زياراتنا إلى المغادق قدر الإمكان، لم نجرِ أي إحصاء هنا منذ سنتين ولكن بعد أشهر عدة سنحصل على الأرقام.
إن عدد حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفراء يبلغ نصف عددها في الخمسينات تقريباً.
ولكن منذ العام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين كان عددها مستقرّا.
المعلق:
في طريق العودة عثر الباحثون على جرو ضعيف بعيداً عن القطيع، وهي ظاهرة مألوفة، وبحسب ما يحصل عادةً لا بدّ من أنه جائع فقد استغرقت الأم وقتاً طويلاً لإحضار الطعام.
جايسن بايكر:
حيوانات الفقمة بمعظمها معتادة الصوم لذا يمكنها أن تبقى مدة طويلة من دون أن تأكل، وحيوانات الفقمة ذات الفرو تتمتّع بهذه العادة مباشرةً بعد ولادتها لذا يمكن للجراء أن تصوم بسهولة نحو اثني عشر يوماً.
إنها تصبح نحيلة ولكن حالما ترجع أمهاتها ترضع كمية كبيرة من الحليب الغني بالسمنة فتعيش عليه طوال فترة صيامها المقبل.
المعلق:
على أمل أن نساعد الجرو يحاول الباحثون أن يرجعوه إلى أقرب مجموعة جراء أخرى، مع الأسف تمنعهم الذكور البرية من الاقتراب أكثر ولكن للجرو هنا فرصة أكبر في أن تجده أمه.
في بداية الخمسينات، تم بناء أرصفة خشبية في المغادق التي تحوي أكبر عدد من حيوانات الفقمة، واليوم لا يزال العلماء يستخدمونها لمراقبة حيوانات الفقمة المحيطة بهم من دون إزعاجها.
تسهل مراقبة الظروف القاسية من الأرصفة المرتفعة حيث تبدو أسباب الموت طبيعية.
تيري سبراكر:
ينفق في السنة الواحدة خمسة أو عشرة في المائة تقريباً من الجراء خلال الشهرين الأولين من ولادتها، أما نسبة نفاقها في السنتين الأوليين من حياتها كما أصبح معلومًا فتبلغ خمسة وسبعين أو ثمانين بالمائة.
المعلق:
كانت مهمة أحد أعضاء الفريق أن يكتشف أسباب نفاق هذه الحيوانات فقام بمراقبة يومية لهذه الحيوانات وجمع الجيف لتشريحها، وقد اكتشف أن الجرو الضعيف الذي تم العثور عليه اليوم الفائت قد نفق.
ولتحديد سبب الموت تُنقل الجيف إلى المختبر ليفحصها الطبيب البيطري ويشرّحها.
تيري سبرايكر:
يبيّن التشريح أن خمسين في المائة من الجراء تنفق من الجوع وأن حوالي عشرين في المائة منها تنفق بسبب نوع من الصدمة، أما ما تبقى منها فينفق بسبب إصابتها بأمراض معدية، هذا بالإضافة إلى الولادات الميتة التي تبلغ نسبتها عشرة في المائة، أما السبب الأكثر شيوعاً لنفاقها فهو الجوع والتعرّض للصدمات.
المعلق:
إن الطيور البحرية مؤشرات مهمة على سلامة المحيطات، فعادةً ما يُلاحظ تلوّث الماء والتغيّرات البيئية الأخرى عبر مراقبة صحة الطيور البحرية.
دين كيلداو:
يتكاثر على جزيرة "سان جورج" نوعان من طيور "الكيتي وايك": طيور الكيتي وايك السوداء الأرجل وطيور الكيتي وايك الحمراء الأرجل، يعشّش أكثر من ثمانين في المائة من طيور الكيتي وايك الحمراء الأرجل على جزيرة "سان جورج"، وتتركّز أعشاشها في أعالي مرتفعات هذه الجزيرة.
المعلق:
هذه واحدة من كبرى مستعمرات الطيور البحرية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث يقصدها في الصيف حوالي اثنا عشر نوعاً مختلفاً من الطيور لبناء الأعشاش.
لمراقبة النمو السريع للفراخ عن قرب على "دين" أن يزور المنحدرات كل بضعة أيام.
دين كيلداو:
تعلّمت كيف أتسلّق المنحدرات وحدي لأصل إلى الأعشاش، تحدّثت إلى مجموعة أشخاص يملكون متاجر لبيع أدوات التسلّق، فحصلت على الأدوات الضرورية وتدرّبت قليلاً فطوّرت نظام بحثي خلال السنوات الأولى من وجودي هنا.
إن طائر الكيتي وايك ذا الأرجل الحمراء مهدّد بالانقراض، ففي منتصف السبعينات ومنتصف الثمانينات تراجع عدد الطيور المتكاثرة هنا بنسبة خمسين المئة تقريباً.
المعلق:
في حين يستعمل "دين" يديه لتدوين الملاحظات يقوم بتسجيل القياسات على آلة تسجيل.
دين كيلداو:
إن أفضل تقديراتنا لعدد الطيور التي تفقّس في جزيرة "سان جورج" هي ثلاثة ملايين فرخ ونصف المليون تقريبًا.
المعلق:
تضع أنثى الكيتو وايك ذات الأرجل الحمراء بيضة واحدة في السنة وتتطلب البيضة ثلاثين يوماً لتفقّس، وخلال شهر واحد تصبح الفراخ جاهزة للتحليق بإذن الله .
دين كيلداو:
تعتاش هذه الطيور على الأسماك الصغيرة، هذا ما تأكله الكيتو وايك.
للتوصّل إلى تخمين أعداد هذه الفراخ على الجزيرة كلها، يجب أن نصوّر المنحدرات حول الجزيرة ثم نحاول أن نعدّ الطيور التي تظهر في هذه الصور.
ولإحصاء تكاثر الطيور البحرية نأخذ صورة موسعة ونحدد مواقع أعشاش الكيتي وايك" وبيوض طيور "المونر" التي لا تبني أعشاشًا لها، فنعدّ ما يظهر منها في الصور، بهذه الطريقة يمكننا أن نتابع العش من موسم إلى آخر.
إن دراسة النظام البيئي في بحر "بيرينج" بدأ في منتصف السبعينات حين انطلقت حملة أبحاث ضخمة بعد أن انتشر خبر تسرّب للنفط في بحر "بيرينج" والرصيف القاري على ساحل ألاسكا.
المعلق:
إن أحد أسباب نفاق الجراء هو عدائية الذكور.
لا تقوى الصغار على الدفاع عن نفسها فهي تزن عند ولادتها عشرة باوندات لذا تكون عُرْضَةً للمعتدين عليها.
هذا الجرو وقع ضحية ذكر يحاول استعراض قوته وعدوانيّته لأنه الأضعف بين ذكور جماعته، لا ينوي أن يفلت ضحيته، في أغلب الأحيان لا تنجو الصغار الرّضع من هذه الألعاب الوحشية، لقد شوهدت الجراء ممزّقة بين الذكور المتنافسة.
هذا التصرّف هو تدريب للذكور اليافعة على إبقاء الإناث ضمن أرضها، بعد عشرين دقيقة أفلتته، لقد كان هذا الجرو محظوظاً لأنه بقي حيًّا.
بعد مدة يحلّ الشتاء البارد بأمر الله فإذا بحيوانات الفقمة ذات الفراء تقطع آلاف الكيلومترات بحثاً عن الطعام، وبعد ستة أشهر في البحر تصل حيوانات الفقمة الأولى عند نهاية الربيع، إنها الذكور التي تراقب وتدافع عن الأراضي التي ستصل إليها الإناث بعد مدة قصيرة.
ما إن تصل الإناث تستقر في أرض أحد الذكور في مكان قريب حيث ولدت.
إن الإناث اجتماعية بطبعها وهي تفضّل الأماكن القريبة من الماء لهذا نجد الإناث في مناطق محدّدة دون غيرها.
في منتصف تموز يوليو تكون الذكور قد أسّست أراضيها، يسيطر الذكر البري على إناثه بشدة مخافة أن تتيه أو يختطفها ذكر آخر، في هذه الحالة تنشب حرب بين الذكور التي تسلخ فراء الإناث بأنيابها الحادة.
يمكن أن تزن الذكور الضخمة حوالي ستمائة باوند، ولا تصبح قوية وصاحبة خبرة لتأسيس أرض وللدفاع عنها قبل أن تبلغ التاسعة أو العاشرة من عمرها.
من دون امتلاك أرض خاصة بها تمضي الذكور اليافعة وقتها في إزعاج بعضها البعض.
وهي تمضي سنوات في القتال واللعب قبل أن تصبح مستعدة لتحدّي الذكور الأكبر منها سنًّا، فمثل هذه المعركة قد تؤدّي إلى الموت.
للحصول على إحصاء دقيق لعدد الجراء يتم إحصاء عدد الذكور البالغة أيضاً.
بروس روبسون:
نحن نعدّ الذكور كل صيف، في أوائل شهر تموز يوليو وذلك منذ عام ألف وتسعمائة وأحد عشر، لذا نحن نملك سلسلة بيانات طويلة المدى، نسجّل الأعداد بالاستناد إلى تصنيف يقسّمها إلى ثلاثة أنواع: الذكور البرية مع الإناث، والذكور البرية من دون إناث، والذكور العاطلة على الشاطئ، هذا يمنحنا دليلاً حاسمًا على عدد حيوانات الفقمة بصورة عامة والذكور بصورة خاصة.
المعلق:
دخول المغادق المكتظّة بالذكور يتطلّب اهتماماً شديداً، فالذكور لا تحتمل أي دخيل، إنها تدافع عن أراضيها وتحميها من الباحثين والحيوانات على حدّ سواء.
بروس روبسون:
إن العمل مع حيوانات الفقمة عن قرب يضع الباحث في خطر التعرّض للعضّ ويضع حيوانات الفقمة في خطر أيضاً، إن التعامل مع الحيوانات الضخمة يعرّض الحيوان للخطر.
المعلق:
في الماضي كان الباحثون يحملون المسدسات للدفاع عن أنفسهم ويخرجون الحيوانات ليتمكّنوا من عدّها، أما اليوم فيستعمل الباحثون القصب الطويل لإبعاد الذكور.
تعيش حيوانات الفقمة على جزيرة "سان بول" لأن أرضها مستوية نسبيًّا، وهذا ما يجعل عدّها أصعب لذا تُستعمل الجسور المرتفعة، إن عدها من مكان مرتفع يسبّب زحمة أقل للحيوانات.
جايسن بايكر:
يبدو أن عدد حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفراء بحالة جيدة الآن، ولكن ما زلنا نراقبها لأننا نلاحظ حصول الكثير من التغيّرات في بحر "بيررينج" التي تطال الحيوانات المختلفة التي تعيش عليها.
المعلق:
يقارن العلماء بين ما يحصل لحيوانات الفقمة هنا وما يحصل لها في أماكن أخرى من العالم، فهذا يساعد على تفسير التغيّرات التي تطرأ على النظام البيئي وعلى تحديد المشاكل قبل أن تتفاقم.
لفهم شبكة الغذاء التي تصل الحيوانات البحرية المختلفة ببعضها البعض، يجمع الباحثون عيّنات من الحيوانات والنباتات البحرية التي تأكلها الطيور البحرية الصغيرة.
إن تأثير الشبكة المفاجئة يصدم الطائر فيتقيّأ طعامه فوراً.
تستفيد هذه التقنية من آلية الدفاع عن النفس المشتركة بين الطيور البحرية المختلفة، فحين تتعرّض الطيور إلى هجوم تتقيّأ طعامها ليأكله الطير المعتدي.
تحتلّ الطيور قمة السلسلة الغذائية ونتائج مثل هذه الدراسات تساعد في اكتشاف المشاكل قبل أن تتفاقم.
جايسن بايكر:
هذه الطيور حيوانات بحرية بامتياز، وهي تقضي الشتاء كله في البحر على بعد أميال من اليابسة وتتوزّع على شكل مجموعات صغيرة في المحيط.
دين كيلداو:
أنا أعمل على جزيرة "سان جورج" مع زوجتي "راتشيل" منذ ست سنوات.
هل أطلقها؟ ليس بعد؟
المعلق:
لم تطوّر التقنية مرسل ضوء يكفي لطيور الكيتي وايك، لا تزال المعلومات تُجمع على الطريقة التقليدية التي طوّرتها "راشيل" و"دين" لتلبية حاجاتهما.
دين كيلداو:
إن السبب الرئيسي لربط الطيور البالغة هو الحصول على عدد تقديريّ للطيور البالغة التي تبقى حية، وهذا أمر أساسيّ لفهم عادات الحيوانات، ببساطة ثمة طريقان لتغيير عدد الطيور، الأولى هي نفاق الطيور البالغة، والثانية هي تفقيس الفراخ الصغيرة.
لا يوجد علامات على رأس هذا الطير!
المعلق:
يتم وضع علامة على الطائر لمنع الإمساك به مرّتين.
دين كيلداو:
طيور الكيتي وايك كسائر الطيور البحرية أحاديّة الزواج إذ أنها لا تتزاوج إلاّ بالأنثى نفسها عبر السنين، إنها مخلصة إلى حدّ كبير، فالطيور نفسها تعود لتتزاوج من سنة إلى أخرى.
إن عملية إيجاد موقع للعش يتطلّب سنتين أو ثلاثاً، وتسمّى هذه المرحلة مرحلة التنقيب، بحيث تمضي أنثى الكيتي وايك موسم التزاوج في البحث عن موقع مناسب لبناء عشها، كما تتريّث في البحث عن زوج لها، حين تجد موقعاً مناسباً للعش تضع بيوضها فيه في السنة المقبلة.
تبني طيور الكيتي وايك والموير أعشاشها في مكان لا تصل إليه الثعالب، فالثعالب هي السبب الذي يدفع الطيور إلى بناء أعشاشها في هذه المنحدرات العمودية.
أنا لا أكنّ البغض للثعالب فهي تقوم بما يجب فعله لأنها هي أيضًا تملك جراءً وعليها إطعامها.
المعلق:
إن الثعالب والهررة الأكبر منها حجماً وصلت إلى جزر "بريبيلوف" على الثلج الذي يصل هذه الجزر بألاسكا في الشتاء.
إن الطعام الأساسي الذي يعيش عليه الثعلب القطبي الأزرق هو الطيور وبيوضها.
الطرق التي تتسلقها عند قمم المنحدرات يكثر فيها قشر البيض والريش والجيف التي تحملها الآباء إلى الأعلى لإطعام الجراء.
حيوانات الفقمة الكبيرة كائنات تولّد الفضول لدى الثعالب فحجم الذكر وقوّته لا يناسبانها أبداً.
على طول الشاطئ والمغادق تلتهم الثعالب أحياناً جيف الفقمة والمشيمة التي تؤدّي إلى مقتل الجراء.
لقد بنت الثعالب بيوتها بين النفايات الصناعية حول الميناء، وفي الموانئ تعتبر الثعالب خط الدفاع الأول ضدّ أي جرذ يحاول دخول الميناء من السفن.
دين كليدوا:
إن التهديد الخطير الوحيد على الطيور التي تتكاثر على جزيرة "سان جورج" هو الجرذان، في الوقت الحاضر ليس على جزيرة "سان جورج" أي جرذان، ولكن توسيع نشاطات الصيد وتطوير ميناء على الشاطئ الجنوبي لـ"سان جورج" يضع الجزيرة في خطر قدوم الجرذان إليها من سفن الشحن وسفن صيد السمك، وفي حال انتشرت الجرذان على الجزيرة سينخفض عدد الطيور بشكل كبير لأن الجرذان على خلاف الثعالب تستطيع أن تصل إلى كل شبر من المنحدرات.
بيث سينكلير:
بحر "بيرينج" في خطر، نحن لا نعرف المشاكل بالتحديد ولكننا نعرف أن بعض أنواع الطيور والثدييات يشهد هبوطاً أو على الأقل لم تعد أعدادها تتزايد.
تيري سبرينجر:
يعتبر بعض الناس أن المشكلة هي صيد السمك والبعض الآخر يعتبر أن المشكلة هي السموم البيئية، في حين أن بعضاً آخر يعتبر أن الأمراض تلعب دوراً أساسياً.
أظن أننا أثبتنا في السنوات الأخيرة الماضية أن المرض ليس عاملاً مهماً بل توجد عوامل أساسية أخرى، وأظن أن المشكلة هي في اجتماع هذه العوامل مع بعضها البعض.
بيث سينكلير:
إن مشكلة حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفرو وأسود البحر هي أن معظم فرائسها الغنية بالدهون التي كانت تستخدمها للأكل لم تعد متوفّرة بكمية كبيرة، نحن نعتبر أن هذا كله متعلّق بتراجع أعدادها الذي نشهده اليوم.
دايف كورماني:
عند انتهاء مذابح الفقمة ذات الفراء عام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين كان على الناس هنا أن يجدوا مصدراً آخر للعيش، ووجودهم وسط بحر "بيرينج" لم يتح لهم القيام بالكثير ما عدا صيد السمك الذي تطلّب الكثير من التطوير وبناء البنى التحتية، ما سبّب الكثير من المشاكل البيئية في الجزر التي تستخدمها الحيوانات البرية للسكن.
ليستينكوف:
إن اقتصاد الجزيرة يرتبط في جزء كبير منه بتجارة الأسماك، الشتاء موسم اصطياد السرطان البحري، والصيف موسم اصطياد أسماك أخرى، هذا بالإضافة إلى موسم السياحة في الصيف، وبشكل أساسي يدور اقتصادنا حول ميناء المراكب الصغيرة الذي افتُتح رسميًّا عام ألف وتسعمائة وتسعين، إنه حديث جداً والاقتصاد على هذه الجزيرة جديد ويبلغ عمره عشر سنوات تقريباً.
المعلق:
هذا الفصل الأخير من تاريخ الجزر طرح أسئلة جديدة وأشعل جدالات قوية ولفت إلى بعض التناقضات، من جهة يريد البعض الحفاظ على الحيوانات ومن جهة أخرى لا ينكر أحد ضرورة التطوّر لتلبية احتياجات شعب يملك خيارات محدودة في هذه المنطقة النائية التي تصلها المواد الغذائية والمؤن على متن مراكب الشحن أو الطائرات.
قبل الخروج بأي استنتاجات عن تأثير الصيد على حيوانات الفقمة يجب أن تُجرى دراسة عن مدى تأثر هذه الحيوانات بالصيد، فعلى العلماء أن يكتشفوا أين وماذا تأكل حيوانات الفقمة.
جايسون بايكر:
إن الحيوانات التي تأكل عند الرصيف القاري تميل إلى الغوص إلى الأعماق لتجد فرائس تختلف عمّا تأكله الحيوانات الأخرى التي لا تأكل في هذه المنطقة، والفريسة التي تنتقيها هذه الحيوانات في المكانين المختلفين لا تكون دائماً مهمة بالنسبة إلى الصيادين، إن دراسة هذه البيانات وبيانات الصيّادين ستتيح لنا ملاحظة أي تدخل أو تنافس على الأسماك بين الصيادين وحيوانات الفقمة.
المعلق:
لجمع هذه البيانات يتم أسر بعض الأمهات وتجهيزها بآلات تتيح للعلماء تعقّبها ودراسة نمط طعامها.
يحاول "جايسون" و"رولف" أن يمسكا بإحدى الإناث المرضعات التي ستذهب لإرضاع جروها بعد قليل.
وبالرغم من استهداف الأنثى المتواجدة بعيداً عن القطيع على أعضاء الفريق أن يزحفوا بانتباه شديد لتفادي إغضاب الذكور.
لإبقاء الفقمة هادئة من المهم أن لا تشعر بقربها من البحر، قد يبدو هذا سهلاً ولكنه ليس كذلك، فالإناث قوية بالرغم من أنها صغيرة الحجم.
تُحقن الأنثى بمادة تخدر غددها الثديية ليتمكن العلماء من أخذ عيّنة من حليبها بعد بضع دقائق، بغية تحليله وتحديد نسبة الدسم في السائل الذي تقتات به الجراء، إن نوعية طعام الأم هي ما يحدد هذه النسبة.
يُستعمل لوح لوزن الحيوان من دون الحاجة إلى تحريكه.
قد يصل وزن أنثى الفقمة إلى مائة وعشرين باوندا، أي خُمس وزن الذكر الكبير، من المستحيل القيام بنفس الإجراء مع ذكر كبير باستعمال القوة البشرية والأجهزة نفسها.
ليس للفقمة رقبة ليوضع حولها جهاز تعقّب، ومن الغريب أن الفراء الذي يتساقط عن جسدها توضع عليه مادة لاصقة لتثبيت الأجهزة الإلكترونية، التي تتيح تسجيل معلومات حيوية لزيادة معرفتنا بهذه الحيوانات.
يمكن لحيوانات الفقمة الشمالية ذات الفرو أن تعيش بقدرة الله أشهرًا متتالية في البحار الباردة، ففروها الكثيف يعزل الماء فلا يلامس جلدها، ويعزل المادة اللاصقة أيضاً.
تعمل زعانف حيوانات الفقمة كمشعاع، وهي الأعضاء التي تتمتّع بأقل حماية حرارية في جسمها، والزعانف تساعد الباحثين على السيطرة على ارتفاع درجة حرارتها من خلال صبّ الماء عليها.
يتم إلصاق ثلاثة أجهزة مختلفة على ظهر الفقمة، أكبرها متصّل بالأقمار الصناعية التي تتعقّبها في البحر، والثاني يسجّل العمق الذي تبلغه عنذ الغطس، أما الثالث وهو الأصغر فيُستعمل لتحديد موقع الفقمة على الشاطئ.
لتخفيف العبء عن الحيوان توضع أجهزة ترقّب على ظهر الحيوان خلال قيامه بسفرة واحدة وحين تعود إلى الشاطئ يزيل علماء الأحياء الأجهزة عنها ويضعونها على ظهر حيوان آخر، تُسجّل المعطيات التي ترسلها هذه الأجهزة على جهاز حاسوب.
جايسن بايكر:
نجمع المعلومات التي تسجّلها الأقمار الصناعية مع المعلومات التي يرسلها إلينا مسجّل العمق؛ لنحصل على صورة واضحة للمكان الذي تقتات فيه هذه الحيوانات وفقاً لخطوط الطول والعرض، ووفقًا للعمق الذي تصل إليه عند الغطس، ولنحصل على عدد المرات التي تغطس فيها، نحن نحتاج إلى هذه المعلومات كلها لفهم الموارد والمساكن التي تحتاج إليها هذه الحيوانات.
الأنثى التي نراقبها الآن تركت النقطة الشمالية الشرقية من جزيرة "سان بول" واتجهت قليلاً نحو الشمال وفي أكثر الأحيان إلى الشرق، من المحتمل أن تبقى هناك ليوم أو يومين ثم تعود.
بيث سينكلير:
سيتم تحليل المعلومات التي يجمعها الباحثون عن حيوانات الفقمة الشمالية ذات الفرو، وسيتم فحص عاداتها على مر السنين، ثم تُقدّم هذه المعلومات إلى إدارة قسم صيد الأسماك الوطني، تدرس هذه الأخيرة توصيات الباحثين وتطبّقها على الواقع، فتحدد الأماكن التي يمكن للصيادين أن يصطادوا فيها والأماكن التي يُمنع الصيد فيها، وكمية الأسماك المسموح صيدها، وتنظيم هذا القطاع لا يحصل مباشرةً ولا ببساطة بعد أن يكون قد انطلق وازدهر.
يمكن أن يكون تغيّر المناخ عاملاً آخر من العوامل التي تؤثّر في الحياة البرية في هذه الجزر، لذا يحاول العلماء تقييم آثاره.
ثمة إشارات على تغيّر المناخ في العالم بأسره، وسبب حصول هذا التغير مجهول، تجرى دراسات كثيرة لتحديد هذه الأسباب ولمعرفة ما إذا كانت هذه التغيرات طبيعية أم ناتجة عن النشاطات البشرية على الأرض.
مذياع:
انتباه ، انتباه ، هنا محطة الأحوال الجوية الوطنية، سنخبركم بحال الطقس المتوقعة.
المعلق:
إن المعلومات التي تمّ جمعها من محطة الأحوال الجوية في جزيرة "سان بول" تُستعمل لرصد الأحوال الجوية ومراقبة التغيّرات المناخية في هذه المنطقة من العالم.
يُطلق علماء الأرصاد الجوية منطاداً مرّتين يوميًّا وذلك لجمع المعلومات وإرسالها إلى اللاقط الموجود على الأرض.
وتشكل المعلومات التي يجمعها هذا المنطاد قطعاً إضافية تُركّب لحل أحجية بحر "بيرينج".
بيث سينكلير:
حين تتفحّص وضع الكثير من الحيوانات المفترسة الضخمة التي تشهد تراجعاً كبيراً يصعب عليك فهم ما يجري في بحر"بيرينج"، فالحيوانات التي تشهد هبوطاً هنا تعيش في حالة جيدة في كاليفورنيا.
نحن لا نرى إلا جزءًا صغيرًا من حياة هذه الحيوانات، فقد يكون لما تفعله في الاشهر التسعة المتبقية من السنة أثر في صحة الحيوانات التي تأتي إلى هنا في فصل الصيف، لذا علينا أن نطبّق أسئلة البحث البسيطة لنكوّن الصورة الأكبر.
دايف كورماني:
ستتخذ خطوات جديدة لتطوير الجزر لأهداف اقتصادية، أنا لا أعرف ما يدور في أذهانهم ولكنني أعرف أنهم يخططون لتوسيع الميناء لتتمكن سفن أكبر من الرسو فيه، والسفن الكبيرة تتطلب بناء معامل معالجة كبيرة على الجزيرة، إن وجهة نظر وكالة الموارد الطبيعية ووجهة نظرنا نحن تقضيان بأن نحاول توعية من يعمل في هذا القطاع والسكان المحليين للتصرّف بمسؤولية ولإدراك أن جزر "بريبيلوف" هي المكان الوحيد المتوفّر لحيوانات الفقمة والطيور البحرية في هذه المنطقة.
إذا أدرك الناس أهمية هذه الجزر فسيقومون وحدهم باللازم، نحن نعوّل كثيراً على برنامج الإدارة وعلى السكان المحليين لأنهم يديروا الموارد الطبيعية المتوفّرة هنا كما كانوا يفعلون دوماً، أي بطرق مسؤولة تجنب الحيوانات الأضرار.
المعلق:
إن برنامج الإدارة هو مشروع توعية يهدف إلى نشر موقف إيجابي من الطبيعة.
إنه يستهدف الأجيال المقبلة وشعورهم بالمسؤولية لأنهم سيكونون أصحاب القرار في المستقبل.
إن إجراء اتصال بين الأولاد والطبيعة هو الهدف الأساسي للبرنامج.
لاري ميركولييف:
سبب إهمال الطبيعة هو أننا نهمل أنفسنا في الداخل، وسبب انفصالنا عن الطبيعة وعن أخينا الإنسان هو أننا منفصلون عن أنفسنا بالذات، وسبب الصراع القائم بيننا وبين الخارج هو الصراع الداخلي، لذا فالخطوة الأولى هي إيجاد توازن بيننا وبين البيئة يبدأ في داخل كل واحد منا.
المعلق:
يحاول البرنامج أن يدمج بين التقاليد والحداثة، فيسمح لجيل شاب بأن يعمل مع العلماء للمساعدة على إيجاد حلّ لمشكلة حيوانات الفقمة.
بالإضافة إلى صيد الأسماك والمتاجرة بها تقدّم السياحة المحدودة دعماً اقتصادياً لأبناء هذه الجزر، حيث يزورها نحو ألف شخص كل سنة يكون معظمهمّ من محبّي مشاهدة الطيور ومحبّي الحياة البرية، علماً أن ثمة رحلات أسبوعية تنقل السياح من الجزر وإليها.
لاري ميركولييف:
أظننا نستطيع أن نطوّر برنامجا سياحيّا عالي النوعية هنا باستقبال أعداد صغيرة من الناس فنتشاطر معهم أفكارنا ونظرتنا إلى علاقتنا بالبيئة، أظن أن هذا المكان يتيح فرصة كبيرة للقيام بهذا.
جايسن بايكر:
إن السياحة البيئية على هذه الجزيرة مختلفة تماماً لذا لا أراها تهدّد الحياة البرية، فمن الأفضل أن نحصل على المزيد من الزوار، وإذا تطوّرنا أكثر يجب أن نضع قوانين نحدّ بها من الوصول إلى المغادق ولكنها ستكون تجربة مفيدة لسكان هذه الجزر وللزوار على حدّ سواء.
حين بدأت العمل هنا لم أكن عالم أحياء بل كنت لا أزال طالباً، كنت مساعداً ميدانيًّا وكنت أتعلّم اللغة الروسية، لكن العمل هنا أثار اهتمامي أكثر من العمل في مكتب، لذا صرت عالم أحياء وبدأت أقوم بأبحاثي الخاصة.
المعلق:
إن ثقافة السكان المحليين تنتقل بسرعة على طول الحدود التي تفصل بين التقليد والعالم الحديث، وقد انتقلت الجزر من إطار امتلاك اقتصاد خاص بها إلى إطار الاقتصاد العالمي.
جايسن بايكر:
أقترح أن تكون هناك أماكن مخصصة للتطوّر الصناعي وأخرى مخصصة لأن تكون مراكز بيئية للحياة البرية، تماماً كجزر "بريبيلوف" حيث يجب أن يحصل الأمر بانتباه شديد.
المعلق:
لن تكون هذه الجزر نائية أو برية بعد الآن، ولا يمكن لسكان هذه الجزر من بشر وحيوانات أن يعيشوا كما كانوا يعيشون من سابقًا إلاّ في جوّ من الانسجام والتفاهم.